على محافظ عدن التنحي من قيادة المحافظة

في هذه المرحلة من الثورة لا ينبغي على حزب الاصلاح و اللقاء المشترك أن يقرأ الأحداث في الواقع الجنوبي قراءة انية ، فيتحدث عن حق التظاهر والاستعراض بضرورة الدفاع عن الوحدة مقابل مطالب الحراك الجنوبي الذي يطالب بفك الارتباط ،وما حدث من عنف هذا اليوم تجاه مقرات الاصلاح هو نتيجة ورد فعل لهذه القراءة الانية ، فالواقع الجنوبي لا يمكن قراءته بعيدا عن معطياته التي أفرزته والتي هي نتاج عوامل متعددة ، كلما اغفلنا هذه العوامل أو تم تأخير تقديم العلاجات لها ، كلما تفاقمت هذه الظاهرة بشكل أكثرعنفا ، في تصوري على حزب الاصلاح أن يخرج من دائرة الذاتية والدفاع في هذه المرحلة ،ولعل من أهم الأفعال الميدانية التي ستجسد ذلك هو تنحي محافظ عدن عن قيادة المحافظة ويتم اختيار شخصية وطنية يلتف حولها غالبية أبناء الجنوب، وستكون هذه خطوه أولى ستليها خطوات عديدة لترك الفرصة لأبناء الجنوب لتحديد مصيرهم .
أيها الساسة عليكم أن تعلموا أنكم سبب مباشر من خلال سياساتكم البعيدة عن احتياجات شعوبكم في اضطرار بعض مواطنيكم الى الاستقواء بالخارج ، وبالتالي كلما اقتربتم من احتياجات مواطنيكم الحقيقية كلما استطاع المواطنون التخلي عن ذلك الاستقواء ، والعكس صحيح ، فلا تكونوا عونا لمواطنيكم في زيادة فقدان الثقة بكم بسبب سياساتكم الغبية .
أيها الساسة عليكم أن تعلموا أن المجتمع يمرض كما يمرض الانسان بالضبط ، وحتى نعالجه علينا أن نقضي على جميع الفيروسات التي تسببت بالمرض ،أما المسكنات فليست أكثر من وهم مؤقت ،وعليكم أن تعلموا أن العنف في هذه المرحلة سوف يقضي على ما تبقى بين جسور الثقة بين مكونات هذا الشعب والتي حتى الان لم تشفى من اثار السنوات السابقة من نظام صالح، كما على حزب الاصلاح أن يعترف أن هناك ممارسات فكرية واجتهادات أخطأ في تقديرها أدت الى تراكمات نفسية لدى أبناء الجنوب ، وبالتالي عليه الاعتراف بذلك الخطأ كنوع من مراجعة الذات .

منقول من صفحة كلنا تعز